يا خاطب الحور الحسان وطالباً ..... لوصالهن بجنة
الحيوانِ
لو كنت تدري من خطبت ومن ..... طلبت بذلت ما تحوي من
الأثمانِ
أو كنت تدري أين مسكنها جعلت ..... السعي منك لها على
الأجفانِ
أسرع وحدث السير جهدك إنما ..... مسراك هذا ساعة لزمانِ
فاعشق وحدّث بالوصال النفس ..... وابذل مهرها ما دمت ذا
امكانِ
واجعل صيامك قبل لقياها ويوم ..... الوصل يوم الفطر من
رمضانِ
فاسمع صفات عرائس الجنات ثم ..... اختر لنفسك يا أخا
العرفانِ
حور حسان قد كملن خلائقاً ..... ومحاسناً من أجمل
النسوانِ
حتى يحار الطرف في الحسن الذي ..... قد ألبست فالطرف
كالحيرانِ
ويقول لما أن يشاهد حسنها ..... سبحان معطي الحسن
والإحسانِ
والطرف يشري من كؤوس جمالها ..... فتراه مثل الشارب
النشوانِ
كملت خلائقها وأكمل حسنها ..... كالبدر ليل الست بعد
ثمانِ
والشمس تجري في محاسن وجهها ..... والليل تحت ذوائب الأغصانِ
فتراه يعجب وهو موضع ذاك من ..... ليل وشمس كيف يجتمعانِ
فيقول سبحان الذي ذا صنعه ..... سبحان متقن صنعة
الإنسانِ
لا الليل يدرك شمسها فتغيب عند ..... مجيئه حتى الصباح
الثاني
والشمس لا تأتي بطرد الليل بل ..... يتصاحبان كلاهما
إخوانِ
وكلاهما مرآة صاحبه إذا ..... ما شاء يبصر وجهه يريانِ
فيرى محاسن وجهه في وجهها ..... وترى محاسنها به بعيانِ
حمر الخدود ثغورهن لآلئ ..... سود العيون فواتر الأجفانِ
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها ..... فيضيء سقف القصر
بالجدرانِ
ولقد روينا أن برقا ساطعا ..... يبدو فيسأل عنه من
بجنانِ
فيقال هذا ضوء ثغر صاحبك ..... في الجنة العليا كما
تريانِ
لله لاثم ذلك الثغر الذي ..... في لثمه إدراك كل أمانِ
ريانة الأعطاف من ماء الشباب ..... فغصنها بالماء ذو
جريانِ
لما جرى ماء النعيم بغصنها ..... حمل الثمار كثيرة
الألوانِ
فالورد والتفاح والرمان في ..... غصن تعالى غارس
البستانِ
والقد منها كالقضيب اللدن في ..... حسن القوام كأوسط
القضبانِ
في مغرس كالعاج تحسب أنه ..... عالي النقا أو واحد
الكثبانِ
لا الظهر يلحقها وليس ثديها ..... بلواحق للبطن أو
بدوانِ
لكنهن كواعب ونواهد ..... فثديهن كألطف الرمانِ
والجيد ذو طول وحسن في ..... بياض واعتدال ليس ذا نكرانِ
يشكو الحليّ بعاده فله مدى ..... الأيام وسواس من
الهجرانِ
والمعصمان فان تشأ شبههما ..... بسبيكتين عليهما كفانِ
كالزبد لينا في نعومة ملمس ..... أصداف در دورت بوزانِ
والصدر متسع على بطن لها ..... حفت به خصران ذا أثمانِ
وعليه أحسن سرة هي مجمع ..... الخصرين قد غارت من
الأعكانِ
حق من العاج استدار وحوله ..... حبات مسك جل ذو الإتقانِ
وإذا انحدرت رأيت أمرا هائلا ..... ما للصفات عليه من
سلطانِ
لا الحيض يغشاه ولا بول ولا ..... شيء من الآفات في النسوانِ
فخذان قد جفا به حرسا له ..... فجنابه في عزة وصيانِ
قاما بخدمته هو السلطان ..... بينهما وحق طاعة السلطانِ
وهو المطاع أميره لا ينثني ..... عنه ولا هو عنده بجبانِ
وجماعها فهو الشفا لصبها ..... فالصبّ منه ليس بالضجرانِ
وإذا يجامعها تعود كما أتت ..... بكرا بغير دم ولا
نقصانِ
فهو الشهي وعضوه لا ينثني ..... جاء الحديث بذا بلا
نكرانِ
أقدامها من فضة قد ركبت ..... من فوقها ساقان ملتفانِ
والساق مثل العاج ملموم يرى ..... مخ العظام وراءه
بعيانِ
والريح مسك الجسوم نواعم ..... واللون كالياقوت
والمرجانِ
وكلاهما يسبي العقول بنغمة ..... زادت على الأوتار
والعيدانِ
وهي العروب بشكلها وبدرها ..... ونحبب للزوج كل أوانِ
وهي التي عند الجماع تزيد في ..... حركاتها للعين
والأذنانِ
لطفا وحسن تبعل وتغنج ..... وتحبب تفسير ذي العرفانِ
تلك الحلاوة والملاحة أوجبا ..... إطلاق هذا اللفظ وضع
لسانِ
فملاحة التصوير قبل غناجها ..... هي أول وهي المحل
الثاني
فإذا هما اجتمعا لصب وامق ..... بلغت به اللذات كل مكانِ
أتراب سن واحد متماثل ..... سن الشباب لأجمل الشبانِ
بكر فلم يأخذ بكارتها سوى ..... المحبوب من انس ولا من
جانِ
حصن عليه حارس من أعظم ..... الحرّاس بأسا شأنه ذو شانِ
فإذا أحسّ بداخل للحصن ..... ولى هاربا فتراه ذا إمعانِ
ويعود وهنا حين رب الحصن ..... يخرج منه فهو كذا مدى
الأزمانِ
وكذا رواه أبو هريرة أنها ..... تنصاغ بكرا للجماع
الثاني
يعطي المجامع قوة المائة التي ..... أجتمعت لأقوى واحد
الإنسانِ
لا أن قوته تضاعف هكذا ..... إذ قد يكون لأضعف الأركانِ
ويكون أقوى منه ذا نقص من ..... الإيمان والأعمال
والإحسانِ
ولقد روينا أنه يغشى بيوم ..... واحد مائة من النسوانِ
هذا ودليل أن قدر نسائهم ..... متفاوت بتفاوت الإيمانِ
وبقوة المائة التي حصلت له ..... أفضى إلى مائة لا
خورانِ
وأعفهم في هذه الدنيا هو ..... الأقوى هناك لزهده الفاني
فاجمع قواك لما هناك وغمض ..... العينين واصبر ساعة
لزمانِ
ما ههنا والله ما يسوى قلامة ..... ظفر واحدة ترى بجنانِ
لا تؤثر الأدنى على الأعلى ..... فان تفعل رجعت بذلة
وهوانِ
وإذا بدت في حلة من لبسها ..... وتمايلت كتمايل النشوانِ
تهتز كالغصن الرطيب وحمله ..... ورد وتفاح على رمانِ
وتبخرت في مشيها ويحق ..... ذاك لمثلها في جنة الحيوانِ
ووصائف من خلفها وأمامها ..... وعلى شمائلها وعن أيمانِ
كالبدر ليلة تتمة قد حف في ..... غسق الدجى بكواكب
الميزانِ
فلسانه وفؤاده والطرف في ..... دهش وإعجاب وفي سبحانِ
فالقبل قبل زفافها في عرسه ..... والعرس من أثر العرس
متصلانِ
حتى إذا ما واجهته تقابلا ..... أرايت إذ يتقابل
القمرانِ
فسل المتيم هل يحل الصبر ..... عن ضم وتقبيل وعن فلتانِ
وسل المتيم ابن خلف صبره ..... في أي واد أم بأي مكانِ
وسل المتيم كيف حالته وقد ..... ملئت له الأذنان
والعينانِ
من منطق رقت حواشيه ووجه ..... كم به للشمس من جريانِ
وسل المتيم كيف عيشته إذا ..... وهما على فرشيهما خلوانِ
يتساقطان لآلءا منثورة ..... من بين منظوم كنظم جمانِ
وسل المتيم كيف مجلسه مع ..... المحبوب في روح وفي
ريحانِ
وتدور كاسات الرحيق عليهما ..... بأكف أقمار من الولدانِ
يتنازعان الكأس هذا مرة ..... والخود أخرى ثم يتكئانِ
فيضمها وتضمه أرأيت ..... معشوقين بعد البعد يلتقيانِ
غاب الرقيب وغاب كل منكد ..... وهما بثوب الوصل مشتملانِ
أتراهما ضجرين من ذا العيش ..... لا وحياة ربك ما هما
ضجرانِ
ويزيد كل منهما حبا لصاحبه ..... جديدا سائر الأزمانِ
ووصاله يكسوه حبا بعده ..... متسلسلا لا ينتهي بزمانِ
يا سلعة الرحمن لست رخيصة ..... بل أنت غالية على
الكسلانِ
يا سلعة الرحمن ليس ينالها ..... في الألف إلا واحد لا
اثنانِ
يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها ..... إلا أولو التقوى مع
الإيمانِ
يا سلعة الرحمن سوقك كاسد ..... بين الأراذل سلفة
الحيوانِ
يا سلعة الرحمن أين المشتري ..... فلقد عرضت بأيسر
الأثمانِ
يا سلعة الرحمن هل من خاطب ..... فالمهر قبل الموت ذو
امكانِ
يا سلعة الرحمن كيف تصبر ..... الخطاب عنك وهم ذوو
إيمانِ